آخر الأخبار

Advertisement

الملامح المستقبلية لمنطقة الشرق الأوسط - الدكتور نبيل سديري و ذ.سعيد الغلبي، العدد 41 من مجلة الباحث، منشورات موقع الباحث


 الملامح المستقبلية لمنطقة الشرق الأوسط - الدكتور نبيل سديري و ذ.سعيد الغلبي، العدد 41 من مجلة الباحث، منشورات موقع الباحث


لتحميل العدد الذي يشمل المقال بصيغة pdf الرابط أذناه:






الدكتور نبيل سديري
 
   دكتور في القانون العام والعلوم السياسية

   الأستاذ سعيد الغلبي
  باحث في سلك الدكتوراه كلية العلوم القانونية المحمدية

جامعة الحسن الثاني
 
الملامح المستقبلية لمنطقة الشرق الأوسط

Future features for the Middle East

ملخص:

لقد كان تعبير الشرق الأوسط يطلق على الجزيرة العربية والخليج العربي وإيران والعراق وأفغانستان، وبعد الحرب العالمية الأولى وهزيمة الإمبراطورية العثمانية من قبل الحلفاء الذين فرضوا سيادتهم على ولاياتها العربية السابقة، تطور مفهوم الشرق الأوسط ليضم المناطق المجاورة للجزيرة العربية والخليج العربي، كما أن اصطلاح العالم العربي الشائع الآن يستبعد إسرائيل وإيران من مفهوم اصطلاح الشرق الأوسط، ولكن اصطلاح العالم العربي مع ذلك يحتوي على إيجابية وهي شموله لدول شمال إفريقيا المغربية، والتي تزداد شراكتها في شؤون الإقليم بالرغم من الفشل الفعلي في تحقيق الوحدة السياسية لنصفي العالم العربي، وعلى هذا فإن اصطلاح الشرق الأوسط يبدو أنه سيظل مستخدما لبعض الوقت، وأن شيوع الاستخدام لا يجب أن يجعلنا نعجز عن رؤية سلبيات الاصطلاح والتي أهمها أنه يفترض سيطرة غربية على العالم، تعصف بالمنطقة منذ بداية القرن تحولات جيواستراتيجية كونية كبرى وتواتر أحداث مفصلية تركت آثارا وتداعيات سياسية على العالم بشكل عام والمشرق العربي بشكل خاص، ولما كانت الجغرافيا السياسية هي العامل الأكثر تأثيرا في رسم سياسات الدول الإستراتيجية والاقتصادية، وتحديد موقع هذه الدول في الاستراتيجيات الإقليمية والعالمية، ونظرا لأهمية موقع الهلال الخصيب الجيوستراتيجي كنقطة التقاء ثلاث قارات وعقدة طرق برية وبحرية وجوية تربط العالم، وهي منطقة مفصلية في الإستراتيجية الأمريكية والروسية اللتين كانتا وما تزالان محور حركة الصراع الكوني للسيطرة على  العالم.

الكلمات المفتاحية:

الشرق الأوسط، جيواستراتيجية، الإستراتيجية، الصراع الكوني، تحولات.

Abstract:

The term Middle East was used to refer to the Arabian Peninsula, the Persian Gulf, Iran, Iraq and Afghanistan, and after the First World War and the defeat of the Ottoman Empire by the allies who imposed their sovereignty over its former Arab states, and the concept of the Middle East developed to include the neighboring regions of the Arabian Peninsula and the Arabian Gulf, and the term Arab world It is now common to exclude Israel and Iran from the concept of the term Middle East, but the terminology of the Arab world nonetheless contains a positive that is its inclusion of North African Moroccan countries, whose partnership in the affairs of the region is increasing despite the actual failure to achieve political unity of the two halves of the Arab world, and accordingly the term East Al-Awsat seems to be in use for some time, and that the prevalence of use should not make us unable to see the negatives of the term, the most important of which is that it assumes a Western hegemony over the world, which has been ravaging the region since the beginning of the century, major global geostrategic transformations and the frequency of articulated events that left political effects and repercussions on the world in general and the Levant Arab countries in particular, and since geopolitics is the most influential factor in shaping the strategic countries' policies Economic, and determine the location of these countries in regional and global strategies.

key words :

The Middle East, geostrategic, strategy, cosmic conflict, transformations

 

 

مقدمة:

شهدت العقود الأخيرة العديد من التطورات المتلاحقة، التي ساهمت بشكل أو بآخر في قلب موازين القوى الدولية، رافقته تغييرات بنيوية على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والتكنولوجية، عملت بدورها على إحداث تأثيرات في الأصعدة السياسية والأمنية، كانت عاملا مساعدا للعصف بمجمل هذه التطورات في المنطقة بدل أن تكون أساسا للتطور والنماء.

وتواجه منطقة الشرق الأوسط تهديدات أمنية زادت تعقيدا بعد الحراك الذي شهدته المنطقة سنة 2011، تتمثل أساسا بالإرهاب والجريمة المنظمة وتجارة الأسلحة وصولا إلى ظاهرة الهجرة غير النظامية والأوبئة، هذه الأزمات الأمنية المهددة للأمن الشرق أوسطي، أعادت النظر في مبادئ ومفاهيم العقيدة الأمنية المشتركة، والاعتماد الأمني المتبادل بين دول الشرق الأوسط، مما يستدعي تجاوز المعيقات لبناء مقاربة إقليمية شرق أوسطية أمنية مشتركة تواجه مختلف التهديدات الأمنية وخاصة منها الجديدة، التي تهدد أمن وكيان الدول، وارتبطت التهديدات الأمنية الجديدة بالتحول من مفهوم الأمن الذي تجاوز المفهوم الكلاسيكي ليشمل مفاهيم أخرى ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وصحية في ظل وباء كورونا، قيمية ونفسية بما يتلاءم والظروف الجديدة على اعتبار أن المنطق يقتضي بناء استراتيجيات جديدة إذا كانت هناك تحولات جديدة من أجل التصدي للتحديات الجديدة التي تواجه دول الشرق الأوسط.

من خلال ما سبق تعالج إشكالية الدراسة التحديات والمعيقات الأمنية التي يشهدها المجال الشرق أوسطي التي لها انعكاسات دولية، من تغيرات ظرفية وهيكلية تعرض أمن المنطقة لاختلالات بنيوية جديدة، قد تعيد رسم الخريطة الجيوسياسية والجيوستراتيجية للمنطقة الشرق أوسطية.

تنطوي على هذه الإشكالية المركزية أسئلة فرعية كالتالي:

-        ما هي ملامح التغييربدول الشرق الأوسط في ظل التطورات الراهنة والمتسارعة؟

-        كيف يمكن أن تنعكس التهديدات الأمنية الجديدة في المنطقة على الأمن في دول الجوار؟

فرضيات الدراسة:

- هناك علاقة بين التطورات التي شهدها النظام الدولي ببروز تحديات تعرف بالمخاطر الجديدة وإعادة النظر في الافتراضات الأساسية للنظريات الأمنية في العلاقات الدولية.

-        يعد التعاون والاعتماد المتبادل وصياغة عقيدة أمنية شرق أوسطية مشتركة ضرورة ملحة لمواجهة التهديدات الأمنية.

أهمية الدراسة: تبرز منطقةالشرق الأوسط كأحد الفضاءات الجيوسياسية المهمة، التي باتت تشهد حركية متنامية إزاء هذه التفاعلات  والتنافس الدولي بين القوى العالمية.

مناهج الدراسة: سوف ننهج في هذه الدراسة المنهج التاريخي ثم المنهج التحليلي.

وسوف نعالج هذه الدراسة من خلال محورين.المحور الأول : ملامح التغيير بمنطقة الشرق الأوسط.المحور الثاني: معيقات وتحديات تحقيق الأمن بالشرق الأوسط.

المحور الأول: ملامح التغيير بمنطقة الشرق الأوسط

من خلال هذا المحور سنتطرق لمفهوم الشرق الأوسط وكذلك ملامح التغيير التي عرفتهاالمنطقة من خلال التحولات الجيوستراتيجية والجيوسياسية، والأهمية الاستراتيجية للمنطقة في البرامج السياسية للدول الكبرى

أولا: مفهوم الشرق الأوسط

إن تعبير الشرق الأوسط هو اصطلاح إنجليزي حديث لأقدم منطقة من مناطق الحضارة الإنسانية، فقبل الحرب العالمية الأولى وأثناءها كان تعبير الشرق الأدنى والذي يضم تركيا والبلقان ومصر وهو التعبير الأكثر شيوعا، فالهدف من إطلاق مصطلح الشرق الأوسط كان منذ البداية هو تمزيق الوطن العربي ومحاولة إحلال إسرائيل ودمجها في المنطقة، لتكون على الدوام بمثابة الحاجز الذي يفصل مشرق الوطن العربي عن مغربه وتفتيت الأمة العربية[1]، إن منطقة الشرق الأوسط بما تمثله من أهمية إستراتيجية سياسية واقتصادية وعسكرية، جعلت التنافس للسيطرة عليها أمرا ثابتا في قواميس الدول الكبرى.

كما كان تعبير الشرق الأوسط يطلق على الجزيرة العربية والخليج العربي وإيران والعراق وأفغانستان، وبعد الحرب العالمية الأولى وهزيمة الإمبراطورية العثمانية من قبل الحلفاء الذين فرضوا سيادتهم على ولاياتها العربية السابقة، وتطور مفهوم الشرق الأوسط ليضم المناطق المجاورة للجزيرة العربية والخليج العربي، إن شيوع الاستخدام لا يجب أن يجعلنا نعجز عن رؤية سلبيات الاصطلاح والتي أهمها أنه يفترض سيطرة غربية على العالم[2]، أما العوامل التي شكلت ملامح الشرق الأوسط فقد تمثلت في إدخال المنطقة إلى العصر الحديث الذي بدأ مع الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، واكتمل في عام 1919 مع اقتسام الفرنسيين والانجليز لمناطق الانتداب والنفوذ على امتداد منطقة الشرق الأوسط، والذي أدى إلى تشابك النتائج البعيدة المدى لهذا الإدخال القهري للمنطقة في عصر الحداثة، والتي يمكن حصرها على أربع أصعدة كما يلي:

1-    ديمغرافيا: تسببت عملية التحديث هذه بوجود طفرة سكانية منقطعة النظير  في تاريخ الشرق الأوسط مما أدى إلى انقلاب في البيئة الديمغرافية وضاعف المعدل السنوي للنمو السكاني عدة مرات، ولقد كان هذا النمو أحد عوامل إدخال الشرق الأوسط في دائرة الأزمة المفتوحة.

2-    اقتصاديا: عرفت معظم دول الشرق الأوسط حركة تصنيع تحديث زراعي، ولكن الطابع الريفي بقي هو الغالب على اقتصاديات الشرق الأوسط خصوصا بعد الطفرة النفطية أي بعد حرب 1973، غير  أنه لا يزال هناك اختلاف ملموس في التوازن من حيث الدخل السنوي، سواء في الدول النفطية أو غير النفطية.

3-    ثقافيا: لا تزال معظم دول المنطقة تعتبر من الدول المتخلفة، وعلى الرغم من الثورة التعليمية الحديثة التي أدخلت عشرات الملايين من سكان الشرق الأوسط إل دائرة الوعي، إلا أن نسبة الأميين بين سكان الدول العربية الذين تزيد أعمارهم عن الخامسة عشرة تعتبر مرتفعة إذا ما قورنت بإيران وتركيا.

4-    إيديولوجيا: جاءت عملية التحديث بعد سقوط الدولة العثمانية، فبدت وكأنها أرادت انتقال المنطقة من تاريخ ديني إلى تاريخ دنيوي، ولا شك أن هذه النتائج على أصعدتها الأربعة كان لها تأثير بشكل أو بآخر في تشكيل ملامح الشرق الأوسط داخليا والمطامع في ثرواتها خارجيا ن ولكنها لم تحدد تحديدا قاطعا وواضحا المساحة الجغرافية التي يغطيها مصطلح الشرق الأوسط. 

إن مفهوم الشرق الأوسط لا ينصرف إلى منطقة جغرافية محددة فهو مصطلح سياسي في نشأته واستخدامه من جانب قوى خارجية، ويثير التساؤل عن ماهية المرجعية التي على أساسها يوصف بهذه الصفة، وبحكم موقعها الاستراتيجي المهم، وعلاوة على تباين السياسات المحلية فإن المنطقة تحتل مكانة بارزة في الدراسات الإستراتيجية، وفي الوقت ذاته فإن الدول العربية باعتبارها عنصرا أساسيا في إستراتيجية الغرب فهي تحتل مركزا هاما في شؤون المنطقة[3].

تتمتع منطقة الشرق الأوسط بأهمية جيوبوليتيكية كبيرة مقارنة بغيرها من المناطق، وهذه الأهمية لا تعني كما هو شائع في الجغرافيا السياسية، بل تعني طريقة استعمال القوى الكبرى لهذا الموقع الجغرافي استخداما سياسيا في تنافسها مع بعضها البعض، مثل ما حدث إبان الحرب الباردة حيث سعى كل طرف إلى بسط نفوذه على الشرق الأوسط[4]، ويشكل الشرق الأوسط بالنسبة للخطاب السياسي الرسمي للولايات المتحدة وحدة جيوسياسية واضحة وإن تضمنت أكثر من منطقتين متميزتين هما جوار إسرائيل والخليج النفطي وتختلف كل واحدة منهما من حيث وظيفتها الجيوسياسية.

ثانيا: محددات التغيير في الشرق الأوسط

إن مستقبل الأوضاع في الشرق الأوسط سيتحدد بناء على العديد من العوامل أبرزها ما يلي:

1-    تصدع الدولة: فالنظام العربي يعاني من الهشاشة والضعف حتى قبل الثورات العربية والحرب الأهلية في سوريا، وقد مر النظام العربي على مر التاريخ بمثل هذه التحديات من قبل واستطاع أن ينجو منها، لكن الوضع الراهن مختلف، لأسباب عدة منها أن الدولة أضحت أضعف بكثير  في ظل عدم قدرتها على ضمان الأمن رغم التعاون المشترك بين الدول العربية، وقد تفاقم الوضع مع إتباع بعض الدول العربية نظام السوق في مطلع الألفية الجديدة، حيث استفادت نخبة محدودة جدا من سياسات الإصلاح[5].

2-    إيران كأحد أهم ديناميات التغيير: باعتبارها قوة تتمتع بنفوذ كبير في المنطقة، وهذا مرده إلى ضعف القوى الإقليمية المنافسة لها مثل العراق بعد الاحتلال الأمريكي له وسقوط نظام صدام حسين، ويؤكد "براون" أن المسار الذي ستسلكه إيران في العقد المقبل سيؤثر في مستقبل الإقليم بأكمله، ويطرح مسارين: الأول متفائل ومفاده أن تلجأ إيران إلى التركيز على التنمية الاقتصادية والإصلاح الداخلي وإبرام اتفاقية مع الغرب للحد من برنامجها النووي، مما سيفتح فرصا جديدة  ليس فقط للتعاون بل أيضا للمنافسة الإقليمية المكثفة لإيران على النفوذ. ويدعم هذا السيناريو صعود الجناح المعتدل للحكم بعد انتخاب حسن روحاني، فضلا عن حالة عدم الرضا في المجتمع الإيراني عن الوضع الاقتصادي المتدهور بعد العقوبات الاقتصادية الموقعة على طهران، مما دفع الإيرانيين إلى انتخاب روحاني في رسالة واضحة بأنهم مستعدين للتضحية بالبرنامج النووي لصالح النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل.

أما السيناريو الآخر، فيتعلق بفشل المفاوضات مع إيران بشأن البرنامج النووي، ووفقا لهذا السيناريو ليس واضح إلى أي مدى سوف يكون المرشد الأعلى وغيره مثل الجنرال قاسم سليماني الذي قتل في يناير 2020 مع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في ضربة جوية قرب مطار بغداد الدولي، وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن العملية تمت بتوجيهات من الرئيس "دونالد ترامب" نفسه[6]، وأشار بيان للمتحدث باسم الوزارة إلى أن سليماني كان يخطط لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين وأفراد الخدمة العسكرية في العراق وفي أنحاء المنطقة، مما يفتح المواجهة بين إيران وأمريكا وزيادة العداء والثأر للسليماني.

3-    الوضع الاقتصادي: فقد ساءت التوقعات الاقتصادية بالنسبة لدول المنطقة ككل منذ بداية الثورات العربية، وإذا كانت العديد من الاقتصاديات قد بدأت في التحسن عام 2014، بيد أنه من المستبعد أن يحدث تحسن سريع على مدى السنوات القادمة، حيث توقع البنك الدولي أن ينتعش النمو الاقتصادي في الدول العربية من 2.8%في عام 2014 إلى 3.6% في عام 2016، وهو أقل بكثير بنسبة نمو بلغت 4.6% في عام 2010 قبل الثورات العربية. ويرتبط بالوضع الاقتصادي السيئ تحدي توفير فرص العمل، فوفقا لمنظمة العمل الدولية فإن معدل بطالة الشباب في الشرق الأوسط هو الأعلى في العالم، إذ يبلغ 27.7% بما يمثل ضعف المتوسط العالمي، كما تلفت الدراسة الانتباه إلى السلبيات التي تعاني منها نظم التعليم في الدول العربية في ظل حرمان بعض الطلاب من الحصول على تعليم جيد[7]، لكن مع أزمة كورونا كشفت عن هشاشة النظام الصحي والتعليمي والاقتصاد النفطي بالدول العربية مما زاد الأزمة حدة وقد تستمر لسنتين أو أكثر حسب الخبراء.

4-    تكنولوجيا المعلومات كنقطة مضيئة: فالشباب يتميز بميزة عندما يتعلق الأمر بتكنولوجيا المعلومات، حيث إن 85%من مستخدمي الانترنت العرب تقل أعمارهم عن 40 سنة، وتشير الدراسة إلى عدد من المؤشرات في هذا الشأن، منها أن ثمة نحو 90 مليون شخص يستخدمون الانترنت في المنطقة، أي نحو 40%  من إجمالي السكان وتعد إيران أولى الدول في هذا الشأن، يليها السعودية ثم الإمارات، وطبقا للدراسة فإن 9 من كل 10 من مستخدمي الانترنت في الشرق الأوسط يتصفحون يوميا شبكات التواصل الاجتماعي، كما ينفق الشرق أوسطيون دخولهم عبر الأنترنت، فثمة 43% من مستخدمي الانترنت في دول مجلس التعاون الخليجي يشترون المنتجات أو الخدمات عبر الانترنت كل شهر، وخلال أزمة كورونا اتضح ضعف البنيات التحتية التكنولوجية للدول العربية من خلال ضعف مردودية التعليم عن بعد.

5-    التأثير بالتغيرات المناخية: فمنطقة الشرق الأوسط معرضة لتغير المناخ، حيث إنها تعد واحدة من أكثر مناطق العالم التي تعاني من شح المياه، فضلا عن الاعتماد على الزراعة المتأثرة بالمناخ، ناهيك عن تمركز نسبة كبيرة من السكان والنشاط الاقتصادي في المناطق الحضرية الساحلية المعرضة للفيضانات، وتتوقع الدراسة أن تشهد منطقة الشرق الأوسط على مدى العقود القليلة المقبلة ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار وندرة المياه والضغط على موارد  المياه الجوفية.

6-    ارتفاع أسعار المواد الغذائية: حيث تؤكد الدراسة أن عددا من دول الشرق الأوسط معرضة لارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما يجعلها مشكلة مثيرة للقلق خاصة أن التقديرات المستقبلية تشير إلى أن تكلفة شراء الغذاء ستلتهم المزيد من ميزانيات الأسر المستهلكة وبصفة خاصة الفقيرة.

7-    موارد الطاقة: حيث تعتبر عنصر حاسم آخر لتحديد مستقبل المنطقة، بالنسبة للدول الفقيرة تبرز الدراسة رؤية البنك الدولي بأن نقص موارد هذه الدول وارتفاع أسعار الطاقة وتقلباتها يشكل تهديدا لمحاولة تلك الدول إنعاش اقتصادها، وقد أدى ارتفاع أسعار النفط في بعض الدول المستوردة له مثل مصر وتونس والأردن والمغرب إلى زيادة عجز الموازنة العامة فيها، وزيادة ديونها[8]،فضلا عن معاناة تلك الدول من انقطاع الكهرباء في فصل الصيف.

8-    التهديدات المتزايدة للصراعات: فلا شيء أكثر ضررا للتنمية الاقتصادية من الصراعات التي تعاني منها المنطقة، وفي مقدمتها الحرب الأهلية في سوريا، وأعمال العنف التي يشهدها كل من العراق وليبيا وقطاع غزة، فضلا عن نشاط الجماعات المتطرفة.

كل هذه المتغيرات تدل على ضعف الدول المشرقية ودول الجوار عن ضعف التعاون بينها لتحقيق التكامل الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة والأمن السياسي والغذائي رغم بروتوكولات التعاون بين الدول العربية مما يحتم إعادة النظر في هياكل المؤسسات العربية.

ثالثا: السيناريوهات المحتملة

ثمة سيناريوهات ثلاثة محتملة تتوقعها الدراسة للوضع في المنطقة الشرق أوسطية خلال السنوات القادمة :

-        السيناريو الأول والأكثر خطورة(شرق أوسط طائفي): حدوث صراع طائفي واسع في المنطقة بين السنة والشيعة، وبين العرب والأكراد، وثمة مؤشرات عدة تعزز هذا الطرح المتشائم، منها استمرار الاتجاهات الحالية نحو تناقض سلطة الدولة، والتشرذم والنزاعات الانفصالية داخل عدد من البلدان مثل سوريا والعراق ولبنان، وزيادة نفوذ تنظيمات مسلحة مثل "داعش"و"حزب الله" فضلا عن رغبة الأكراد في الانفصال وإقامة دولة مستقلة في شمال العراق.

-        السيناريو الثاني(شرق اوسط سلطوي): وفقا لهذا السيناريو "عودة الاستبداد من جديد"في بعض الدول نتيجة الاضطرابات المتزايدة في أماكن أخرى، وهذا ما يراه "براون" يحدث في دول الثورات العربية والبلدان المجاورة لها، حيث تخلت الطبقات الوسطى ومن بينها الشباب العاطل في هذه الدول عن الديمقراطية والحريات، لصالح الاستقرار خوفا من التعرض لفوضى مماثلة .

-        السيناريو الثالث الأكثر تفاؤلا(شرق أوسط مستقر):هو الأقل احتمالا ولكنه ليس مستحيل الحدوث، وفيه تبرم إيران في ظل حكم روحاني المعتدل اتفاقا بشأن برنامجها النووي مع القوى الخمس الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا، وبما يترتب عليه سحب طهران تدخلها في النزاعات الطائفية في سوريا والعراق في مقابل رفع كامل للعقوبات الدولية عنها.

 

 

 

المحور الثاني: معيقات وتحديات تحقيق الأمن بالشرق الأوسط

تعصف بالمنطقة منذ بداية القرن تحولات جيواستراتيجية كونية كبرى وتواتر أحداث مفصلية تركت آثارا وتداعيات سياسية على العالم بشكل عام والمشرق العربي بشكل خاص، ولما كانت الجغرافيا السياسية هي العامل الأكثر تأثيرا في رسم سياسات الدول الإستراتيجية والاقتصادية، وتحديد موقع هذه الدول في الاستراتيجيات الإقليمية والعالمية، ونظرا لأهمية موقع الهلال الخصيب الجيوستراتيجي كنقطة التقاء ثلاث قارات وعقدة طرق برية وبحرية وجوية تربط العالم، وهي منطقة مفصلية في الإستراتيجية الأمريكية والروسية اللتين كانتا وما تزالان محور حركة الصراع الكوني للسيطرة على  العالم[9]، ولقد حظيت منطقة الشرق الأوسط بأهمية كبيرة لدى صانع القرار السياسي الأمريكي أثناء مرحلة الحرب الباردة إذ تبلورت فيها مجموعة مصالح، منها احتواء النفوذ السوفياتي في المنطقة، واستمرار تدفق النفط العربي بأسعار معقولة وتفضيلية، ودعم المواقف السياسية الإسرائيلية، والحفاظ على الأسواق التجارية في المنطقة[10].

غير أنها كانت تواجه تحديات كثيرة لسياستها في الشرق الأوسط في مرحلة ما بعد الحرب الباردة وعلى جبهات متعددة داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، برزت فيها أجندة جديدة، تمثلت في حصول توازنات جديدة أدت إلى ظهور إيران كقوة إقليمية صاعدة في المنطقة، وبعض القوى الوطنية والمحلية الفاعلة كحزب الله اللبناني، وحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين- حماس، وما تراه الولايات المتحدة الأمريكية بوجود دور لهذه القوى في مشكلة الإرهاب وسعي إيران لامتلاك أسلحة الدمار الشامل، والتمرد العراقي المضاد للهيمنة الأمريكية على الشرق الأوسط، ثم الاحتلال الأمريكي للعراق، وحدوث عدد من التداعيات جراء ذلك الاحتلال، كان من أبرزها المشكلة الكردية التي أفرزت حصول تهديدات تركية لاقتحام شمال العراق بحجة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني وغيرها[11].

أولا: الإستراتيجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب

يتطلب النظر في طبيعة الإستراتيجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب، التي اتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية بين سنتي 2013و2016البحث في أهدافها ووسائلها والأفكار الضمنية التي قامت عليها، تحدث الرئيس "أوباما" في الخطاب الذي ألقاه في ماي 2013 عن مستقبل مكافحة الإرهاب في ظل ولايته الثانية، وذكر فيه أن أهداف مكافحة الإرهاب تتمثل في تفكيك الشبكات الإرهابية التي تمثل خطرا مباشرا على الولايات المتحدة الأمريكية ومنعها من اتخاذ موطئ قدم لها والحفاظ على الحريات والمثل العليا التي يدافع عنها الأمريكيون، وتبعا لذلك ذكر أن الدور الأساسي للولايات المتحدة هو استكمال مهمة دحر تنظيم القاعدة والقوى المنتسبة إليها في بلدان مختلفة مثل أفغانستان وباكستان واليمن والصومال ومالي[12]، ويعود تركيز الاهتمام على هذا التنظيم إلى أن تفكيكه وإلحاق الهزيمة به من أولويات الأمن القومي العليا عند الرئيس "أوباما".

ويتمتع الشرق الأوسط بموقع استراتيجي وجيوسياسي حساس بالنسبة للمنافذ المائية والبرية وتتمتع بمقرات اقتصادية ونفطية ومالية هائلة، حيث تعتبر هذه المنطقة نواة النفط العالمي ومصدر قوة الحياة الصناعية طيلة عقود القرن المنصرم، وقد أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط عند قيام الاتحاد السوفياتي بغزو أفغانستان، حيث أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أن أي محاولة سيطرة على المنطقة هو تهديد للمصالح الحيوية الأمريكية وستواجهها حتى بالقوة العسكرية وهو ما عرف"بمبدأ نيكسون " وهذا ما جعل المنطقة محل أطماع الدول الكبرى خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي تتمثل في[13] :

-        حماية المصالح الاقتصادية التجارية التي تتعلق بتدفق النفط، وضمان السيطرة الأمريكية على عمليات استخراجه ونقله واستثمار عوائده.

-        حماية إسرائيل وضمان تفوقها العسكري الإقليمي في مواجهة الدول العربية باعتبارها أهم حليف تعتمد عليه.

-        الحفاظ على وجود بحري أمريكي دائم في منطقة الخليج العربي، هدفه حماية المصالح المباشرة للولايات المتحدة الأمريكية وتعبيرا عن دعمها وحمايتها للنظم الصديقة في المنطقة.

تنتج منطقة الشرق الأوسط نحو ثلث نفط الكوكب، وأكثر من عشر احتياجه من الغاز الطبيعي، وتحتوي المنطقة على أكثر من ثلث احتياطات الغاز الطبيعي في العالم، جزء كبير من ذلك يتم تصديره مما يجعل الاقتصاد العالمي بأسره معتمدا على استمرار تدفق هذا النفط والغاز في هذه المنطقة التي شهدت قدرا هائلا من الصراعات في العقود القليلة الماضية[14].

ثانيا: السياسة الخارجية الأمريكية في عهد "ترامب"

إن التداول السلمي على السلطة في النظام السياسي الأمريكي يحمل مجموعة من المبادئ والأهداف التي تحاول تحقيقها، فهي تعتبر بمثابة الإستراتيجية التي من خلالها يتم فهم مخرجات السياسة الخارجية من أهداف ووسائل ومحددات تؤثر  بشكل مباشر أو غير مباشر في صنع السياسة الخارجية الأمريكية، لذلك فالسياسة الخارجية تستخدم عدة أدوات لتنفيذ الإجراءات التي تختارها القيادة السياسة والبديل الأفضل الذي من خلاله يتم اتخاذ القرار النهائي، فالحديث عن السياسة الخارجية هو شأنها شأن السياسة الداخلية حسب نموذج "دافيد ايستون"، تتمحور على عناصر(البيئة الداخلية، العلبة السوداء، البيئة الدولية، التغذية الاسترجاعية)[15].

فقد تبنى الرئيس "دونالد ترامب" منذ توليه رئاسة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية مجموعة من المواقف، التي تبدو أنها متعارضة مع سلفه الرئيس"باراك أوباما"، حول الكثير من القضايا الدولية والإقليمية، لكن مع إدارة"بايدن" تعتزم تجديد الالتزام بعدد من الاتفاقيات والقضايا الدولية التي تخلى عنها "ترامب"، في مقدمتها اتفاقية المناخ والعلاقة مع منظمة الصحة العالمية وملف الهجرة ، والعمل على إضفاء روح تعاون جديدة مع الشركاء وخصوصا الأوروبيين وداخل حلف الناتو الذي تركه "ترامب" في حالة شبه موت سريري ، في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة كقوة أولى في العالم تحديا متزايدا من "التنين"الصيني وعودة ملحوظة لدور"الدب الروسي".[16] ومن خلال خطاباته الأساسية والتي تم الاعتماد عليها يمكن الوقوف على المبادئ والمنطلقات الأساسية للسياسة الخارجية للمرشح الرئاسي"ترامب"[17] :

1-    يتبنى "ترامب" في سياسته الخارجية مبدأ"أمريكا أولا" كالهدف العام من سياسته الخارجية بمعنى أنه لا يجب على أمريكا أن تؤمن مصالح غيرها أو تضعها في اعتبارها بالقدر الحالي، مع ضرورة الالتزام بالمصالح الأمريكية والتعامل معها على أساس أنها الدافع الأساسي لأي تحرك على مستوى السياسة الخارجية، فأمريكا ليس عليها أن تتحمل عبء حماية أو دفاع عن دول أخرى دون مقابل.

2-    من الأهداف الرئيسية لترامب:

-        ضمان أن العمال والشركات الأمريكية لديهم فرصة عادلة للتنافس على الأعمال التجارية على حد سواء في السوق الأمريكية المحلية وفي الأسواق الرئيسية الأخرى في جميع أنحاء العالم.

-        إزالة الحواجز التجارية غير العادلة في الأسواق التي تمنع الصادرات الأمريكية، بما في ذلك الصادرات من السلع الزراعية.

-        الحفاظ على سياسة متوازنة تبحث عن مصالح جميع قطاعات الاقتصاد الأمريكي، بما في ذلك الصناعات التحويلية، والزراعة، ولخدمات، فضلا عن الأعمال التجارية الصغيرة ورجال الأعمال.

ويبدو أن إدارة الرئيس بايدن ستكون مضطرة إلى مباشرة ملفات عديدة في العالم العربي منها[18]:

1ـ متغيرات متسارعة في الشرق الأوسط والقارة الافريقية، وترتبط بأدوار متزايدة لقوى كبرى صاعدة منافسة للولايات المتحدة الأمريكية في مقدمتها الصين ثم روسيا لكسب مواقع نفوذ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

2ـ متطلبات الحفاظ على المصالح الاستراتيجية الأمريكية، في مجالات الأمن والدفاع والحفاظ على مصادر الطاقة والمصالح التجارية .

3ـ أن حفاظ الولايات المتحدة على دورها القيادي، سيضطرها للتحرك الديناميكي المتواصل والتعامل مع المتغيرات الجديدة في منطقة حبلى بالتوترات وشديدة التغير منذ أحداث الربيع العربي.

لذلك جاءت إدارة الرئيس الأمريكي"جو بايدن" لملء الفراغ الجيوبوليتيكي الذي أحدثته الادارة الأمريكية السابقة بهدف خلق مساحة استراتيجية مشتركة مع دول منطقة الشرق الأوسط وأوضح الجانب الأمريكي التزامه بذلك باعتبارها نقطة راتكاز محورية تقود إلى بناء سياسة خارجية تبرز في طياتها مبادئ عدة ذات أبعاد مثالية وقيمية ، حيث يمكن تصوره فعلا مقصودا في تغيير الرؤية وتوضيحها في الوقت الراهن[19]، وهذا ما يجعلها منعطفا جقيقيا يجد أصله في العمل على إبطاء انحسار الولايات المتحدة ، مع ما يترتب على ذلك من تراجعها في الفضاءات الجيوسياسية العالمية لاسيما الفضاء الشرق الأوسطي.

ثالثا: عودة الامبراطوريات

كل الدراسات المقامة في زمن حرب الخليج الثانية وحتى فيما بعدها تحدثت عن نظام عالمي جديد حيث يكون لكل من إيران وتركيا دورا مهما وفعالا، ولكن ليس للدرجة التي وصلا إليها اليوم من تأثير وحضور سياسي، عسكري، اقتصادي وحتى عقائدي، إلا أن المتتبع يجد أن هذا الحضور ليس وليد هذه الحقبة بل هو انبعاث  لفكر الامبراطوريات من جديد، فمن جهة نجد إيران قد أسست فكرا توسعيا في الشرق الأوسط مبني على بسط نفوذ عسكري وسياسي في مناطق النزاع والتوتر وتنمية خلايا شيعية نائمة ذات ولاء إيراني في الدول الخصمة مع تعزيز العلاقات مع الدول الحليفة والصديقة، فهي في حرب نفوذ من أجل التموقع في مراكز متقدمة، كل هذا لتبعث روح إمبراطوروية فارس من جديد بعد أكثر من 1300 سنة من سقوطها[20]. وكذلك بالنسبة لتركيا التي تود إحياء عهد الامبراطورية العثمانية بالتدخل في قضايا الشرق الأوسط، بالاضافة إلى روسيا بإحياء امجاد الاتحاد السوفياتي والتدخل في الأراضي السورية والليبية.

رابعا: صفقة القرن

منذ وصول "دونالد ترامب" إلى سدة الحكم في مطلع العام 2017، شاع استخدام مصطلح"صفقة القرن" إعلاميا ومن ثم بين الكتاب والسياسيين، إشارة إلى تسوية الصراع العربي_الاسرائيلي، حيث صرح الرئيس الأمريكي أنه سوف يعمل على إنهاء الصراع الفلسطيني_ الاسرائيلي واعتبر نهاية الصراع بمثابة "صفقة القرن"،ليست هذه العبارة هي أولى العبارات الرنانة في علم السياسة التي يستخدمها السياسيين على مر التاريخ، فقد ظهرت العديد من العبارات والمصطلحات الفكرية والسياسية سابقا، ولعل أشهرها في القرن الماضي"العالم الحر، ونهاية التاريخ، وصدام الحضارات، والربيع العربي...."[21].

يتوقع خبراء فلسطينيون أن"صفقة القرن" عبارة عن مبادرة أمريكية لانهاء الصراع العربي_الاسرائيلي بشكل كامل، وليس فقط تسوية الصراع الفلسطيني _الاسرائيلي، فيما يرى خبراء في السياسة الأمريكية الخارجية، ومخضرمون سابقون في السلك السياسي والدبلوماسي الأمريكي، أن "الحل التاريخي"المسمى "صفقة القرن"التي آمن بها الرئيس "ترامب" تخفي وراءها جهلا بتعقيدات القضية الفلسطينية، وتسطيحا لصراع تاريخي امتد لقرن من الزمان، منذ وعد بلفورد عام 1917 وقيام كيان استيطاني احتلالي صهيوني على أرض فلسطين، كما أنه تبسيط إلى حد السذاجة لمكانة وعلاقة القضية الفلسطينية ببعدها الديني والتاريخي، ليس بالنسبة إلى أهلها المرابطين فحسب، وإنما العمق العربي والاسلامي وقلوب مئات الملايين حول العالم[22].

 

خامسا: تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على منطقة الشرق الأوسط

تعيش العديد من الدول في الشرق الأوسط مخاوف من تبعات توسع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وانعكاس ذلك عليها اقتصادياً وسياسياً وحتى عسكرياً. ولا شك أنّ الكثير من دول المنطقة ذات العلاقات مع الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا ستكون مترددةً في الانحياز إلى أحد جانبي الصراع، الذي تصاعد في أعقاب الهجوم الروسي الشامل على أوكرانيا.

فهذه الحرب لها تداعيات كبيرة على العالم وعلى الشرق الأوسط الذي سيتأثر على مستويات عديدة أبرزها:

*  التوازنات الاقليمية

تبرز تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية في تأثيراتها على دينامية المنطقة، فالحكومات العربية ترتب أوراقها منذ انتخاب الرئيس بايدن؛وتبادر بحوارات ثنائية لخفض مستوى التوتر فيمابينهما،فتركيا فتحت قنوات اتصال مع كل من مصر والامارات واسرائيل،وهناك حوار بين قطر ومصر والسعودية كان من نتائجه عودة العلاقات القطرية الخليجية وخفض التوتر مع مصر عبر تخفيف حدة الحملات الاعلامية .فهذه الدول لاتريد أن يؤثر الهجوم الروسي على أكرانيا بشكل سلبي على هذه الدينامية وذلك بخلق استقطابات جديدة.

كما أنه يبدو للمتتبعين أن بعض الحكومات العربية لاترغب في هزيمة روسية في أوكرانيا،ما قد يكرس نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية ويجعل من الصعب الاعتماد على غيرها لتنويع التحالفات.فالولايات المتحدة تقوم بردع وعزل روسيا التي تتحالف معها حكومات عربية،لكنها تتجه الى اتفاق نووي محتمل مع ايران قد ينهي عزلتها الاقتصادية؛مايعني أن الأولويات الأمريكية لاتتوافق مع أولويات الحكومات العربية والتي ترى روسيا رادعا لايران وأن اضعافها لايحقق أهدافها هذه.

*  الطاقة والأمن الغذائي

إنّ سياسات الطاقة والأمن الغذائي والممرات الاستراتيجية جزءٌ رئيسٌ من حسابات الغزو الروسي لأوكرانيا وتداعياته. وقد انعكس الحياد العربي في المجال النفطي أيضًا. ومن ثمّ، فإنّ أسعار النفط ستبقى مرتفعة في المدى المنظور نتيجة تمسك السعودية باتفاق "أوبك بلس" مع روسيا الذي رعته إدارة ترامب في نيسان/ أبريل 2020. وقد انعكس هذا الحياد، أيضًا، على المضائق الاستراتيجية التي لم يجرِ إغلاقها بشكل مباشر أمام حركة الملاحة الروسية. طبقت تركيا بنود "اتفاقية مونترو"، ومنعت كل السفن الحربية من عبور البوسفور والدردنيل، في حين ضمنت مصر حيادية قناة السويس وعدم إغلاقها في وجه السفن العسكرية أو سفن الشحن الروسية، المصدرة أو المستوردة، إذ ليس ثمّة حالة عداء بين روسيا ومصر.

ويشكل الغاز الروسي أبرز أوراق الضغط،فأوربا تعتمد بشكل كبير عليه وقد استوردت منه سنة 2020 حوالي 168 مليار متر مكعب،واي انقطاع سيؤثر بشكل سلبي على اقتصادها.ومن هنا تظهر أهمية الغاز الايراني؛ففي حالة ازدياد عزلة بوتين الدولية وتحوله الى عبء على حلفائه،فايران جاهزة لملء فراغ الغاز الروسي،فبعدأن استفادت روسيا على امتداد فترة طويلة من العقوبات الأمريكية والدولية على ايران،قد تنعكس الأمور ،فتصبح هذه الأخيرة هي المستفيدة من عزلة روسيا في حال اعادة احياء الاتفاق النووي الايراني؛فان صحت تقديرات حقل "تشالوس" للغاز في بحر قزوين،فان ايران ستكون قادرة على المدى الطويل،على نزع أوراق ضغط قوية من أيدي روسيا في تعاملها مع تركيا والاتحاد الأوربي اذا قررت التنافس معها في تصدير الغاز.

 وفيما يخص الأمن الغذائي،فالصراع بأوكرانيا له اثار سلبية ؛فالهجوم الروسي سيعطل امدادات القمح والذرة وعباد الشمس لاستخراج الزيوت ما يعني نقصا في الخبز وارتفاع أسعاره،وهو ماقد يؤدي الى اضطرابات اجتماعية في بعض البلدان ان طالت الأزمة،لاسيما في مصر حيث تعتمد أغلبية السكان على الخبز المدعم من طرف الحكومة.أما بلبنان،فحكومة هذا البلد ليس لديها مايكفي من القمح المخزن مما ينذر بأزمة خصوصا مع حالة الانهيار الاقتصادي والمالي الذي يعاني منه هذا البلد. أما باليمن فنقص الغذاء يعني مجاعة جماعية والمزيد من المشاكل الصحية للسكان الضعفاء بالفعل من جراء الحرب الأهلية،أما بخصوص الوضع في سوريا،فنقص الغذاء سيفاقم من وضعية نحو أربعة ملايين لاجئ سوري مما يزيد من الضغوط على الدول المستقبلة لهؤلاء اللاجئين ونخص بالذكر كل من تركيا والأردن.

وعموما ستواجه دول الشرق الأوسط ارتفاعات كبيرة في تكاليف الواردات الغذائية لكن تداعياتها ستختلف من بلد لاخر.

خاتمة:

يمكن القول أن منطقة الشرق الأوسط تعرف مخاضا سياسيا واقتصاديا واسع يتمثل في  السياسة الخارجية الأمريكية تعمل على ازدواجية المعايير فهي حريصة على تحقيق أمنها القومي بالدرجة الأولى، ثم أمن إسرائيل بالدرجة الثانية مهما كانت التحديات الاقليمية والدولية، بما لا يتعارض مع متطلبات الأمن الاسرائيلي، وهذا هو المبدأ الرئيسي الذي تتبناه أي إدارة أمريكية سواء كانت جمهورية أم ديمقراطية، ومن النتائج المتوصل إليها أن السياسة الخارجية الأمريكية دائما بحاجة إلى عدو خارجي، فتارة يظهر لنا الارهاب كمتغير استدعى من خلاله شن حرب على كل من أفغانستان والعراق وعلى العالم أجمع وصنفت دول العالم جول صديقة للولايات المتحدة وأخرى إلى محور الشر، وللاجابة على الفرضيات المطروحة فهناك علاقة وطيدة بين التطورات التي يشهدها النظام الدولي ببروز تحديات تعرف بالمخاطر الجديدة وإعادة النظر في الافتراضات الأساسية للنظريات الأمنية في العلاقات الدولية التي ستؤدي لرسم خارطة شرق أوسط جديدة تتوافق وتوجهات الدول الكبرى المتصارعة في المنطقة.

كما يعد التعاون والاعتماد المتبادل وصياغة عقيدة أمنية شرق أوسطية مشتركة ضرورة ملحة لمواجهة التهديدات الأمنية والبيئية والصحية التي تعرفها المنطقة في ظل أزمة كورونا والآثار المترتبة عنها بعد نهاية جائحة كوفيد19.

 

قائمة المصادر والمراجع

[1]ـ أبو كرم منصور، أبرز ملامح السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط بعد فوز ترامب، مركز رؤية للدراسات والأبحاث، دائرة البحث العلمي والدراسات وحدة تحليل الشأن الدولي، ص8، عن أسماء الصالحي، مرجع سابق، ص211.

[1]ـ أحمد سليمان سالم الرحاحلة، الدور التركي الجديد في منطقة الشرق الأوسط الفرص والتحديات، رسالة ماجستير في العلوم السياسية، جامعة الشرق الأوسط، كلية الآداب والعلوم، سنة2014، ص18.

[1]ـ أحمد سليمان سالم الرحاحلة، الدور التركي الجديد في منطقة الشرق الأوسط الفرص والتحديات، مرجع سابق، ص19.

[1]ـ أحمد سليمان سالم الرحاحلة، الدور التركي الجديد في منطقة الشرق الأوسط الفرص والتحديات، رسالة ماجستير في العلوم السياسية، جامعة الشرق الأوسط، كلية الآداب والعلوم، سنة2014، ص21.

[1]ـ أسامة يوسف، صفقة القرن التسريبات والمحاذير ومخاطر التنفيذ، جريدة العربي الجديدة، نشرت بتاريخ 23 يوليوز2017.

[1]ـ اسلام عيادي، الاطار النظري للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، مؤلف جماعي، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية، برلين، ألمانيا، الطبعة الأولى 2017، ص35.

[1]ـ اسلام عيادي، الاطار النظري للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، مرجع سابق، ص36.

[1]ـ أسماء أمينة قاسم، التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران وانعكاساتها على دول المنطقة 2003/2014، شهادة ماستر في العلوم السياسية، جامعة الجيلالي بونعامة، خميس مليانة/ 2015، ص113-114.

[1]ـ أسماء صالحي، السياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب اتجاه منطقة الشرق الأوسط بين الثابت والمتغير، مؤلف جماعي، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية، برلين، ألمانيا، الطبعة الأولى 2017، ص208.

[1]ـ أسماء صالحي، السياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب اتجاه منطقة الشرق الأوسط بين الثابت والمتغير، مرجع سابق، ص210.

[1]ـ الجنرال قاسم سليماني رأس حربة إيران في المنطقة، على الموقع الالكتروني www.bbc.comتم الاطلاع بتاريخ 18/8/2020 على الساعة 11h43.

[1]ـ جون براوز، ملامح التغيير في الشرق الأوسط عام 2020، المستقبل للأبحاث والدراسات المقدمة، على الموقع www.futureuae.comتم الاطلاع بتاريخ 18/082020 على الساعة11h18.

[1]ـ جون براوز، ملامح التغيير في الشرق الأوسط عام 2020، المستقبل للأبحاث والدراسات المقدمة، على الموقع www.futureuae.comتم الاطلاع بتاريخ 18/082020 على الساعة12h13.

[1]ـ جون براوز، ملامح التغيير في الشرق الأوسط عام 2020، المستقبل للأبحاث والدراسات المقدمة، على الموقع www.futureuae.comتم الاطلاع بتاريخ 18/082020 على الساعة18h33.

[1]ـ طحشي بلقاسم، الشرق الأوسط في ظل السياسة الخارجية للرئيس ترامب أي مستقبل، مؤلف جماعي، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية، برلين، ألمانيا، الطبعة الأولى 2017، ص469.

[1]ـ علاء طاهر، العالم الاسلامي في ظل الاستراتيجية العالمية المعاصرة، مركز الدراسات العربي_ الأوروبي، بيروت 1998، ص17.

[1]ـ فوزية الفرجاني، مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط 2013/2016 دراسة في الإستراتيجية  الأمريكية الشاملة، مؤلف جماعي، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية، برلين، ألمانيا، الطبعة الأولى 2017، ص136.

[1]ـ هادي الشيب، الشرق الأوسط في ظل أجندات السياسة الخارجية الأمريكية "دراسة تحليلية للفترة الانتقالية بين حكم أوباما وترامب"،مؤلف جماعي،المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية، برلين، ألمانيا، الطبعة الأولى 2017، ص7.

[1]ـ يحيى قاعود، صفقة القرن بين الواقع والمتوقع ، مؤلف جماعي، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية، برلين، ألمانيا، الطبعة الأولى 2017، ص480.

[1]ـ فراس عباس هاشم، السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط –المرتكزات الجديدة لحدود الضبط الجيوسياسي، المركزالديمقراطي العربي، على الموقع الرسمي للمركزdemocraticac.de  بتاريخ 16/01/2022 .

[1]ـ منصف السليمي، تحليل مفاتيح بايدن للعبة الشطرنج الترامبية في العالم العربي، تم الاطلاع على موقع www.dw.com  بتاريخ 16/10/2022 .



[1]ـ أحمد سليمان سالم الرحاحلة، الدور التركي الجديد في منطقة الشرق الأوسط الفرص والتحديات، رسالة ماجستير في العلوم السياسية، جامعة الشرق الأوسط، كلية الآداب والعلوم، سنة2014، ص18.

[2]ـ أحمد سليمان سالم الرحاحلة، الدور التركي الجديد في منطقة الشرق الأوسط الفرص والتحديات، مرجع سابق، ص19.

[3]ـ أحمد سليمان سالم الرحاحلة، الدور التركي الجديد في منطقة الشرق الأوسط الفرص والتحديات، رسالة ماجستير في العلوم السياسية، جامعة الشرق الأوسط، كلية الآداب والعلوم، سنة2014، ص21.

[4]ـ علاء طاهر، العالم الاسلامي في ظل الاستراتيجية العالمية المعاصرة، مركز الدراسات العربي_ الأوروبي، بيروت 1998، ص17.

[5]ـ جون براوز، ملامح التغيير في الشرق الأوسط عام 2020، المستقبل للأبحاث والدراسات المقدمة، على الموقع www.futureuae.comتم الاطلاع بتاريخ 18/082020 على الساعة11h18.

[6]ـ الجنرال قاسم سليماني رأس حربة إيران في المنطقة، على الموقع الالكتروني www.bbc.comتم الاطلاع بتاريخ 18/8/2020 على الساعة 11h43.

[7]ـ جون براوز، ملامح التغيير في الشرق الأوسط عام 2020، المستقبل للأبحاث والدراسات المقدمة، على الموقع www.futureuae.comتم الاطلاع بتاريخ 18/082020 على الساعة12h13.

[8]ـ جون براوز، ملامح التغيير في الشرق الأوسط عام 2020، المستقبل للأبحاث والدراسات المقدمة، على الموقع www.futureuae.comتم الاطلاع بتاريخ 18/082020 على الساعة18h33.

[9]ـ هادي الشيب، الشرق الأوسط في ظل أجندات السياسة الخارجية الأمريكية "دراسة تحليلية للفترة الانتقالية بين حكم أوباما وترامب"،مؤلف جماعي،المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية، برلين، ألمانيا، الطبعة الأولى 2017، ص7.

[10]ـ اسلام عيادي، الاطار النظري للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، مؤلف جماعي، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية، برلين، ألمانيا، الطبعة الأولى 2017، ص35.

[11]ـ اسلام عيادي، الاطار النظري للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، مرجع سابق، ص36.

[12]ـ فوزية الفرجاني، مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط 2013/2016 دراسة في الإستراتيجية  الأمريكية الشاملة، مؤلف جماعي، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية، برلين، ألمانيا، الطبعة الأولى 2017، ص136.

[13]ـ أسماء أمينة قاسم، التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران وانعكاساتها على دول المنطقة 2003/2014، شهادة ماستر في العلوم السياسية، جامعة الجيلالي بونعامة، خميس مليانة/ 2015، ص113-114.

[14]ـ أسماء صالحي، السياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب اتجاه منطقة الشرق الأوسط بين الثابت والمتغير، مؤلف جماعي، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية، برلين، ألمانيا، الطبعة الأولى 2017، ص208.

[15]ـ أسماء صالحي، السياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب اتجاه منطقة الشرق الأوسط بين الثابت والمتغير، مرجع سابق، ص210.

[16]ـ منصف السليمي، تحليل مفاتيح بايدن للعبة الشطرنج الترامبية في العالم العربي، تم الاطلاع على موقع www.dw.com  بتاريخ 16/10/2022 على الساعة التاسعة ليلا.

[17]ـ أبو كرم منصور، أبرز ملامح السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط بعد فوز ترامب، مركز رؤية للدراسات والأبحاث، دائرة البحث العلمي والدراسات وحدة تحليل الشأن الدولي، ص8، عن أسماء الصالحي، مرجع سابق، ص211.

[18]ـ منصف السليمي، تحليل مفاتيح بايدن للعبة الشطرنج الترامبية في العالم العربي، تم الاطلاع على موقع www.dw.com  بتاريخ 16/10/2022 على الساعة التاسعة ليلا.

[19]ـ فراس عباس هاشم، السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط –المرتكزات الجديدة لحدود الضبط الجيوسياسي، المركزالديمقراطي العربي، على الموقع الرسمي للمركزdemocraticac.de  بتاريخ 16/01/2022 على الساعة التاسعة و13 دقيقة.

[20]ـ طحشي بلقاسم، الشرق الأوسط في ظل السياسة الخارجية للرئيس ترامب أي مستقبل، مؤلف جماعي، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية، برلين، ألمانيا، الطبعة الأولى 2017، ص469.

[21]ـ يحيى قاعود، صفقة القرن بين الواقع والمتوقع ، مؤلف جماعي، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية، برلين، ألمانيا، الطبعة الأولى 2017، ص480.

[22]ـ أسامة يوسف، صفقة القرن التسريبات والمحاذير ومخاطر التنفيذ، جريدة العربي الجديدة، نشرت بتاريخ 23 يوليوز2017.


إرسال تعليق

0 تعليقات